17 - 08 - 2024

شبه مختلف | كفاية فزاغات !!

شبه مختلف | كفاية فزاغات !!

لاحاجة لنا للهجوم على الأستاذ جمال نجل الرئيس الأسبق المرحوم حسني مبارك، في الوقت الحالي، فقد هاجمناه وهو على ظهر جواده وفي عز صولجانه حتى سقط، وكنا نتهم بالخيانة!! وذلك في الوقت الذي كان فيه بعض من يهاجمونه اليوم يبشرون بقدومه ويدبجون المقالات التي تؤطر لأحقيته في وراثة أبيه، على طريقة دارس وفاهم!! وعنده خبرة!! وشبعان مش جعان لسة هيسرقنا!!، ومش ذنبه أنه بالصدفة ابن رئيس الدولة!! ، و"بيه ابن بيه".

وليست لنا مصلحة مع النظام الحالي فله من الجماهيرية والقبضايات والهتيفة الذين يستطيعون تشويه كل من يقترب منه بنار المداد، والذين يفردون الملايات لابن رئيسهم الأسبق بداعي الوطنية ومواجهة المؤامرات التي تريد تعطيل الإنجازات ووقف مسيرة البناء والعطاء، الذي أغري مبارك الصغير بالظهور بمثل هذه الطريقة، هم من لايزالون حتى الآن يصمون الثورة التي قام بها الشعب المصري في يناير، وحولت أحلام النجل إلى كوابيس بالمؤامرة!!

لا أناقش هنا مصدر ثروة أبناء مبارك، بعد أن فشلت كل الأجهزة السيادية منها والسياسية والقوانين العادية والاستثنائية والثورية في ذلك، بتواطؤ أو تقصير أو فشل، أو حتى كانت هي الحقيقة وأن ثرواتهم "حلالا بلالا" كما ذكرت المحاكم التي أشار إليها الأستاذ جمال في الفيديو الذي أطل علينا فيه، وإنه يمكن لابن أي رئيس أن يكتنز ملايين أو مليارات الدولارات من مصروف جيبه أو من عرقه وجده واجتهاده في بلد يكتوي شبابه بالبطالة أو بسوء الرواتب.

الذي ابقى جمال في الصورة  سواء كان مدانا أو بريئآ بعد أن لفظته الثورة وأدانته هو وأخيه والمرحوم والده المحكمة في إحدى القضايا الخاصة بالقصور الرئاسية، هو من كان يقدم له التحية عند دخوله إلى قاعة المحكمة،  في صور لا تزال تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي،  ومن كان يوفر له أجواء سينمائية أثناء المحاكمة ويسكنه في زنازين فندقية ومصحات يعجز أصحاب الملايين عن المرور أمامها!.

لكن الذي يشغلني هو لماذا يستثمر الحاكم وأنجاله وهو الذي - يسن القوانين وينزل الشرائع - في بنوك سويسرا أو غيرها من دول الخارج والبلاد في حاجة إلى كل سنت، خاصة إذا كانت تدلل وتقدم المنح والفوائد لأي مستثمر أجنبي حتى يأتي بدولاراته إليها ليقيم مصنعاً أو يشتري آخر.

ما علينا وبغض النظر عن أن ابني الرئيس الأسبق صارا كروتا محروقة، وكما يقولون ان عقارب الساعة لا تعود إلى الخلف وأن عجلة إدارة الأنظمة قد أخرجت قماشا بعد قماش، فلا يجب أن يفزع هكذا من تركوا أعمالهم وأحلامهم وتفرغوا للضرب بعنف على أيدي قبلوها أو على الأقل تمنوا أن يصافحوها ، ولا من تصدوا لجمال في حياة والده إن ينشغلوا به، بل يجب أن يفسحوا له مكاناً ليواجه منفردا أو مسنودا!! جزاء ما قدمت يداه وقت أن كان عضوا منتدبا لرئاسة البلاد من خلال لجنة سياساته.

ولا أعتقد أن الشعب الذي واجه الإخوان وإرهابهم وأخرجهم من الحكم ، رغم أنه كان لهم جمهور واسع ضللوه ولا يزالون يحاولون، يمكن أن ترهبه فزاعة جمال، حتى لو كان يعاني مر الحياة وضنك العيش ويواجه أوضاعا غامضة ومستقبلا مجهولا.

اتركوا جمال للناس علهم يستطيعون أن يسألوه تلك الأسئلة التي لم تسألها له محكمة ولا قاض، من أين لك هذا؟! ولماذا لم تستثمره في بلدك ولأهلك؟! دون  الحاجة لتهريبه إلى حسابات سرية في الخارج، ربما كانت لديه إجابات تشفي الغليل والعليل!!

كفاية فزاعات!!
------------------------
بقلم: على إبراهيم
من المشهد الأسبوعي


مقالات اخرى للكاتب

شبه مختلف | أقباط كرة القدم!!